مستقبل أدوات الحياة الجديدة

للوقاية من عدوى فيروس كورونا وما بعده

 

في عصر متقدم .. وفي زمن انتشار العدوى .. لم يجلس هاني في بيته! ولا أغلق مصنعه! ولا انعزل عن مكان عبادته!، ولا اختبأ ولا خاف من المجهول!.. لأنه يمتلك الآن عددا من أدوات الحياة التي تكشف له العدوى المجهولة! فيراها من خلال نظارته التي يلبسها!، فإن اختبأت عنها نبهه إليها جواله الذي سلط عليها شعاعا نظّف بها المكان وكل شيء سيستعمله من العدوى ودله بإرشادات يتبعها، لذلك لم تقاطعه العدوى رغم انتشارها!  وظل منغمسا في تأملاته وهو يحتسي مشروبه المفضل في مكان مكتظ بالناس، وبينما هو مستغرق في حياته الطبيعية انطلق تحذير صوتي بلغة يفهمها بأن العدوى مقبلة من الجهة الفلانية وعليه الحذر، عندها ضغط زرا في نظارته (أو برمجه ليعمل بتلقائية) فانسدل عازل (غير مرئي) ليحمي سائر وجهه من استقبال أي عدوى أقبلت عليه، ولم يخشَ من التصاق العدوى بملابسه لأنه قبل أن يخرج من منزله تعطر بعطره المفضل الذي دخلت في تركيبته مادة عازلة التصقت بملابسه فعزلتها من ملامسة العدوى لها، لذلك جلس مطمئنا وأخذ وضعه الطبيعي في الحركة لأنه يدرك أن احتكاكه بأي شيء عمدا أو خطأ لن ينقل إليه العدوى من خلال ملامسة ملابسه وأشيائه فهو محصن منها، كما أنه سمح ليديه – غير المخنوقتين بالقفاز – أن تأخذ حركتها في الملامسة كما تشاء، غير مبال بالعدوى لأنه تذكر أنه دائما ما يغسل يديه قبل الخروج من المنزل بمادة عازلة تحول دون التصاق العدوى بهما. 

وهكذا يمضي هاني في حياته متنعما بالتقدم العلمي الهائل الذي حققته البشرية، قائلا لنفسه: لو كانت الأجيال قبلنا التي فشى فيها فيروس كان يُسمى بــ(كورونا / كوفيد-19) لديها مثل هذه الأدوات لما تضررت ذلك الضرر الذي سبب لها الكثير من المعاناة للأموات والأحياء على حد سواء!.. وأنا الآن لا أبالي بالعدوى، وإنما جل اهتمامي منصب على تحقيق قفزات هائلة في بناء مستقبل نافع للبشرية في كل مناحي الحياة.

 

يا تُرى .. كم أداة من أدوات الحياة ظهرت لك في هذا المشهد؟: …………………………………………

وهل تراها من قصص الخيال العلمي؟ أم أنها تحكي التقدم العلمي البشري القادر على تطبيقها؟ ……………. إذن.. متى سنراها؟.. أم أن العالم سيبقى مشغولا بشيء ما – كما حصل مع كورونا – حتى تأتيه فاجعة أخرى من فواجع (روزنامة اللاتحكم)!.

 

وبكل شفافية.. إننا نعيش حتى الآن [7 مايو 2020م – 14 رمضان 1441هـ] تحت وطأة فيروس كورونا / كوفيد-19، ونتجرع مرارته على كافة الأصعدة، ومع ذلك يسودنا تفاؤل تقوده المنافسة المتسارعة بأنه توجد:

102 من اللقاحات المحتملة لكوفيد-19 قيد التطوير في جميع أنحاء العالم  العربية

 

ولكن.. يبقى السؤال: متى؟.

تأمل مؤسسة جيتس أن ينجح العلماء في تطوير اللقاح خلال 12-18 شهرًا، ما يجعله أسرع لقاح يطور في التاريخ  مرصد المستقبل

ومع ذلك.. علينا أن ندرك أنه حتى ولو – خلال أقل من 12/18 شهرا – تم اكتشاف لقاح لفيروس كورونا، فما الذي يضمن عدم ظهور فيروسات أخرى معدية للبشرية في المستقبل؟ .. لأن:

هناك ما يقارب 1.5 مليون فيروس في الحياة البرية، المكتشف منها حتى الآن لا يتجاوز 0.1% وهناك 99.9 % من الفيروسات لا نعلم عنها أي شيء حتى الآن. وسوف تبقى تلك الفيروسات غير مكتشفة إلى حين إصابة الإنسان بها  سبق

فتعيدها عدوى فيروس جديد إلى دائرة العزل والحجر وتوقف الحياة وتشل الاقتصاد مرة أخرى؟، هل ننتظر تعطيل حياة الإنسان مرة أخرى بسبب خطإ من إنسان واحد ينشر العدوى بين البشر؟:

هناك نكتة عن شعب (الكانتونيين) الصيني، تقول: كل ما هو على أربعة أرجل، وليس مائدة، يمكن للكانتوني أن يأكله. وكذلك كل ما هو بجناحين وليس طائرة، وكل ما يسبح في الماء وليس غواصة.

في الصين 90٪ من الناس يعرِّفون أنفسهم بأنهم ليسوا على أي دين؛ فالمجتمع بشكل عام ليس لديه محرمات بشأن ما يمكن وما لا يمكن تناوله من الطعام.

وفي استطلاع رأي، أجرته وكالة الحفاظ على الحياة البرية في الصين عام 2020، وشمل نحو 10 آلاف شخص، وقال فيه أقل من 1 % من المشاركين إنهم سيستمرون في تناول الحيوانات البرية  سبق

من المؤكد أنه لا أحد يود قطعا تكرار انتشار العدوى مرة أخرى..

 

لأجل ذلك – وحتى نسلم من فواجع العدوى التي تنهش في مستقبل البشرية – كان لا بد للتقدم العلمي والطبي والتقني والتكنولوجي في كافة المجالات أن يضع في مقدمة أولوياته القصوى: إنتاج أدوات الحياة الجديدة الواقية من العدوى من أي مصدر كان ، حتى تستمر الحياة في تقدم متصاعد وآمن لبناء المستقبل المنشود.

ومن المبشرات التي تدعم سرعة إنتاج أدوات الحياة الجديدة: أننا الآن قادرون على توظيف التقنيات المكتشفة مثل: تقنية النظارات والأشعة وأجهزة الفحص والكشف و…إلخ، فنعيد تشكيلها وقولبتها ونقلها بتقنية وبلغة برمجية مبتكرة من الحجم الكبير إلى عالم الجوالات والنظارات ونظائرها، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، لترينا العدوى الخفية حولنا!، أو تحذرنا من وجود عدوى تقترب مناا!، أو تتولى هي مسؤولية القضاء على العدوى قائلة: تم القضاء على العدوى! المكان آمن!..

 

وعندها نقول لهاني: لقد سبقناك فاكتشفنا أدوات الوقاية من العدوى التي تتمتع بها أنت في عصر متقدم بعد كورونا/كوفيد-19 !.

 

إننا يا هاني استشرفنا المستقبل في زمن كورونا: فركزت عقول المبتكرين منا على إنتاج أدوات الحياة الجديدة التي تكاملت مع بعضها، مشكلة ستة أضلاع، كسداسية تحيط بالإنسان، فتقيه من العدوى أيا كان مصدرها.

 

وإليك يا هاني رؤية عامة لكيفية ترابط هذه الأضلاع ببعضها، لتكون كسوار وقاية يحيط بمعصم السلامة من العدوى:

أحد هذه الأضلاع: أن يكون كاشف العدوى محمولا مع الإنسان (كجوال أو جهاز صغير).

الضلع الثاني: أن يُدمج بتقنيات الشعاع والتحذير والإرشاد الصوتي باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

الضلع الثالث: أن يكون كل ما يرتديه الإنسان من ملابس ونحوها مقاوم للعدوى، إما في أصل مادتها أو بما يُرش عليها.

أما الضلع الرابع يا هاني: فهو وقاية الإنسان من الداخل، فعندما يحُس بأي عارض فإنه يتناول مادة تُمضغ أو تُمص أو تُستنشق أو تُبلع، تقوم بتقوية مضادات العدوى داخل جسده وتعزز جهاز المناعة لديه، بحيث لا تضره العدوى، حتى وإن لامسته فإنها تمسه بعارض خفيف يمكنه التخلص منه ببعض العلاجات الفعالة التي في حقيبته!.

والضلع الخامس: تعديل نظام الإنسان الصحي والغذائي والرياضي بما يساعده على التمتع بصحة جيدة تكون درعه الأول، فلا يسهل انتقال العدوى إليه.

والضلع السادس: أن تضاف إلى ما سبق تقنيات التعقيم التلقائي للأسطح ولكل ما يمكن أن تلمسه الأيدي عادة، وكذلك تنقية الهواء المحيط بالإنسان في الأماكن المغلقة من كل مسبب للعدوى، وما يتبع ذلك ويلحقه ويتفرّع عنه ويكمّله من ابتكارات تعزز وقاية الإنسان من العدوى.

فإذا ما دعمنا سداسية الوقاية من العدوى بتطبيقات وتقنيات أدوات المستقبل العشرين فإننا سنذهل من نوعية المبتكرات التي سنكتشفها، والتي ستنشر البهجة في قلوب البشر، وستساهم في استعادة الحياة لرونقها البهيج، وسترفع من وتيرة عجلة الاقتصاد، وستتحسن حياة لإنسان للأفضل بإذن الله.

 

حقا.. انفتحت أمامنا فرص الاستثمار في المستقبل.. فأين تختبئ هذه الفرص؟:

هل يمكن الاستناد إلى مجموعة مبتكرات موجودة حاليا ولو بإعادة تركيب أجزاء من هنا وهناك؟، أو نوقظ ونستنهض المبتكرات التي لم ترَ النور المخزنة في الملفات؟ أو على أرفف الجامعات والمكتبات العلمية؟ أو في زوايا مراكز البحوث؟ أو في أدراج الشركات؟ أو منسية في أقراص الحاسوب؟!، أو تلك المشاريع الخلاقة التي لا زالت تجول في خواطر العباقرة والمبتكرين ويترقبون الدعم لتنفيذها؟..

نقول: نعم! لقد حان الوقت لنستخرجها ونوجهها لمعامل الابتكار ومصانع الإنتاج، فهذه أغلى فرص الاستثمارات التي تحمي الحاضر وتدعم مواصلة بناء المستقبل..

فمن يقود ويسبق ويظفر ويقتنص أعظم فرص الاستثمار في هذ العصر الحديث؟. 

نأمل أن تكون أنت أحد المستثمرين العالميين في هذا المضمار الواعد، وتتسابق مع هؤلاء الذين بادروا بعرض مشروعاتهم للعالم حتى يظفروا بثروات هائلة:

 

وإليك نماذج من أدوات الحياة الجديدة المبتكرة حديثا، الواقية من العدوى في الأماكن العامة:

ففي المسجد الحرام بمكة المكرمة:

تم تدشين بوابات التعقيم الذاتي المتطورة على أبواب المسجد الحرام، لتعقيم الداخلين للمسجد الحرام بالرذاذ المطهر، ومزودة بكاميرات حرارية لكشف درجات الحرارة من على بعد 6 أمتار، وشاشة ذكية لقراءة درجات الحرارة، وذلك لوقاية قاصدي المسجد الحرام من العدوى.  المرصد

وفي مطار Hong Kong تم الإعلان عن:

  • غرفة صغيرة قادرة على تدمير كورونا في 40 ثانية فقط .. تستخدم تقنيات المحفز الضوئي و”إبر النانو”، كما يتم تطبيق رذاذ التعقيم للتطهير الفوري..
  • وروبوت يعقم الأماكن من الفيروس The Standard

وفي Hong Kong أيضاً:

ابتكر علماء في هونج كونج مادة تغشية وقائية مضادة للفيروسات، يزعمون أنها تقضي على كل الفيروسات، ومنها فيروس كورونا، فتوفر وقاية للإنسان من العدوى لمدة تصل إلى ثلاثة أشهر متواصلة!  مرصد المستقبل

وفي الصين:

مستشفى ميداني تديره الروبوتات بالكامل للحد من انتشار العدوى بالفيروس  مرصد المستقبل

 

ومن أدوات الحياة الجديدة أيضاً: مواد الكشف المبكر للعدوى:

حيث طوّر باحثون من جامعة نورثويسترين حساسًا لاصقًا بلون الجلد لمراقبة الأعراض المرافقة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) مرصد المستقبل

 

إلى غير ذلك من المبتكرات التي سيُعلن عنها والتي ستكمل منظومة أدوات الحياة الجديدة..

 

فكل أدوات الحياة هذه [والتي ستُبتكر] يا هاني، إضافة إلى العلاجات واللقاحات والمواد العازلة للعدوى، وكل ما ستظهر من ابتكارات في عصرك المستقبلي؛ كلها تسعى لوقاية الإنسان من العدوى، فيشعر بالطمأنينة والثقة في حاضره، وينطلق مواصلا العطاء والتقدم لمستقبل أفضل يتوق إليه بإذن الله.

 

وختاما:

وحتى لا تتفاجأ يا هاني كما تفاجأ العالم بجائحة كورونا!!..

فإننا في إدارة المستقبل ننبهك بضرورة الاكتشاف المبكر لــ (روزنامة اللاتحكم)، فتتخذ كافة التدابير المسبقة وتكون في قمة الاستعداد المبكر لها، حتى لا تلاحقك الأضرار التي حلّت بنا وغيرت عالمنا اليوم إلى عالم ما بعد كورونا الذي لم نألفه بعد!.

مستقبل المجتمع في مرحلة ما بعد كوفيد-19  مرصد المستقبل

 

فيا تُرى!! .. كيف يكتشف العالم بقية (روزنامة اللاتحكّم) التي ظهرت بعض مؤشراتها في زمن كورونا؟!، والتي يجب أن نستعد ونحتاط لها حتى نمنع نشوأها ونوقف تسلسلها؟.

 

من هذه اللحظة التاريخية، ولرسم رؤى مستقبل ما يعد كورونا: للحكومات والشركات والجهات، والقادة والمفكرين والمستشارين، ورجال الأعمال ورواد الأعمال والأفراد..

فإن أدوات إدارة المستقبل متأهبة للتعاون معكم ..

وبإمكانكم أن تتواصلوا معنا الآن؛ حتى نحمي مستقبلنا وأجيالنا وعالمنا من مهددات المستقبل بإذن الله.

 

إدارة المستقبل

7 مايو 2020م – 14 رمضان 1441هـ

 

  

مشاركة هذا المقال

آفاق أخرى

8 يناير، 2022

مستقبل رؤية الثروات البديلة لـرؤية 2030

مستقبل رؤية الثروات البديلة لرؤية 2030 انطلاقا من كلمة: صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية: ان بلادنا تمتلك قدرات استثمارية ضخمة، وسنسعى إلى أن تكون محركا...

0

24 يوليو، 2020

مستقبل ثروات بلا هدر

مستقبل ثروات بلا هدر رؤية محفزة لمستقبل اقتصادي تعويضي   @HHShkMohd :  عالم ما بعد كورونا يحتاج استعدادات مختلفة، لأنه سيكون مختلفاً                          الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم،...

0

13 مايو، 2020

مستقبل نهضة اقتصاد كورونا

مستقبل نهضة اقتصاد كورونا من المؤكد أن هناك خطأ في العنوان!.. إذ؛ كيف تشير إلى “مستقبل نهضة اقتصاد” في ظل تهاوي اقتصادات العالم بسبب جائحة كورونا / كوفيد-19؟!.   وإليك دلائل تداعي الاقتصاد: صندوق النقد الدولي أشار إلى أن: الخسارة...

0

26 أبريل، 2020

استطلاع مستقبل التعافي من كورونا

استطلاع مستقبل التعافي من كورونا فقط .. بعدما يتحرر العالم من برمجة كورونا!! ماذا يعني ذلك؟.. ألا تلاحظون أن الحلول الناجعة للتعافي من كورونا “كوفيد-19” لا زالت ممكنة!.. إلا أن أجواء كورونا تسيطر على مجريات أحداث العالم: توقّف السفر والسياحة...

0

3 أبريل، 2020

العالم سيتغلب على كورونا – كوفيد-19

العالم سيتغلب على كورونا – كوفيد-19 وستشرق شمس العودة للحياة الجميلة … هدية .. إدارة المستقبل … إلى … الإنسانية جمعاء … على كوكب الأرض الجميل … كن مستعداً للحياة من الآن … هنا👇 تجد ما عليك فعله💪 #فضلا .....

0

8 مارس، 2020

المستقبل أثناء كورونا

المستقبل أثناء كورونا حتى هذه اللحظة [10:52م، 13‏/07‏/1441هـ, 08/03/2020]  فإن كورونا لا يزال يكتسح منجزات مستقبل ما قبل (كوفيد-19)!. إلى أي حد سينتهي؟ أين سيتوقف؟ متى يمكن التقاط الأنفاس لإعادة تقييم وضع العالم .. الدول .. الشركات .. الإنسان …إلى آخر...

0